من اسرار القران الكريم1
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من اسرار القران الكريم1
[size=18]وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت...
هذا النص القرآني الكريم جاء في نهاية الثلث الأول من سورة الحج, وهي سورة مدنية, وآياتها ثمانية وسبعون(78) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي الأمر الإلهي بالأذان في الناس بالحج, الذي أمر ربنا ـ تبارك وتعالي ـ به نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ فاستجاب لأمر ربه. والأمر لإبراهيم كان لجميع أنبياء الله من بعده حتي تكاملت هذه الشعيرة في حجة الوداع التي أداها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله النبي العربي ـ صلي الله عليه وسلم في آخر سنة من عمره الشريف.. وسورة الحج هي الوحيدة من بين سور القرآن الكريم التي جمعت بين سجدتين من سجدات التلاوة.
ويدور المحور الرئيسي لسورة الحج حول عدد من التشريعات والعقائد الإسلامية, وهذه التكاليف يصحبها الوعد الجازم من الله ـ تعالي ـ بنصرة المجاهدين في سبيله والتمكين لهم في الأرض, مع تأكيد تعاظم قوة الله ـ تعالي ـ بلا حدود, وتناهي قدرات البشر في الضعف, وهزالهم, وهزال شركائهم المزعومين. وتستدل الآيات في هذه السورة المباركة علي ذلك بمصارع الغابرين من كل من الكفار والمشركين, والبغاة الظالمين, وبسنن الله ـ تعالي ـ التي تعاملت معهم ونزلت بهم, وسنن الله القادر لا تتبدل, ولا تتخلف, ولا تتوقف. فويل للطغاة المفسدين في الأرض, والمتجبرين علي الخلق من عقاب رب العالمين!!
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة الحج وما جاء فيها من العبادات المفروضة ومن ركائز العقيدة ومن الإشارات الكونية, ونركز هنا علي الدلالات العلمية والتاريخية للنص الكريم من الآية السادسة والعشرين في هذه السورة المباركة, الذي اتخذناه عنوانا لهذا المقال.
من الدلالات العلمية والتاريخية للنص الكريم
جاء ذكر نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ في القرآن الكريم(69) مرة في(63) آية كريمة, وتؤكد هذه الآيات أن إبراهيم كان من نسل نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ وذلك لقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ عن عبده ونبيه نوح: وإن من شيعته لإبراهيم( الصافات:83).
ومن الثابت أن نوحا ـ عليه السلام ـ وقومه عاشوا في المنطقة التي تشكل اليوم معظم العراق( بلاد الرافدين أو ما بين النهرين دجلة والفرات) وشرقي سوريا, وجنوبي تركيا, وذلك لاكتشاف بقايا سفينة نوح ـ عليه السلام ـ أخيرا علي جبل الجودي الواقع علي الحدود الفاصلة لجنوب تركيا عن كل من العراق وسوريا, ولوجود آثار الطوفان الذي عوقب به الجاحدون من قوم نوح علي هيئة سمك غير قليل من رسوبيات الماء العذب الذي غمر المنطقة بين نهري دجلة والفرات إلي الجبال المحيطة بهما.
وانطلاقا من ذلك; فإن من المنطقي أن يكون نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ قد ولد بأرض العراق, وعاش فيها فترة من عمره المقدر في حدود عامي(2000) ق.م,(1700) ق.م, أي في أوائل عهد الإمبراطورية البابلية القديمة التي حكمت تلك المنطقة في الفترة من(2200 ق.م إلي689 ق.م).
وكانت هذه المنطقة قد شهدت عددا من الحضارات القديمة من مثل حضارة السومريين, وحضارة الأكاديين( البابليين والأشوريين) التي استمرت من(3500) ق.م إلي(539) ق.م, حين استولي الفرس علي بابل وأسقطوا الإمبراطورية البابلية الثانية.
ولا تزال آثار مدينة بابل العاصمة باقية علي الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من مدينة الحلة الراهنة.
والرأي الغالب أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولد وعاش فترة من عمره في مدينة بابل العاصمة لثبوت تحاوره مع النمرود الذي كان ملكا علي تلك البلاد في زمان إبراهيم ـ عليه السلام ـ, وإن أشار كتاب العهد القديم إلي أنه ولد في مدينة أور المعروفة اليوم باسم تل المقير إلي الغرب من نهر الفرات في مقابلة مدينة الناصرة.
وكان البابليون قد تبنوا وثنيات الحضارة السومرية حتي وصل عدد الأوثان التي عبدوها إلي عدة آلاف, كما عبدوا الشمس والقمر, والنجوم والطقس, والمحاصيل, والأنهار, والأرض!! وكانوا يعتقدون أن ملوكهم يحكمون في الأرض كممثلين لمعبوداتهم في السماء, ثم عبدوا ملوكهم بعد ذلك, واختلطت الديانة عندهم بالتنجيم والسحر. فبعث الله ـ تعالي ـ إليهم نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ يدعوهم إلي عبادة الله الواحد القهار, وإلي نبذ عباداتهم الشركية وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالي: واتل عليهم نبأ إبراهيم* إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون* قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين* قال هل يسمعونكم إذ تدعون* أو ينفعونكم أو يضرون*قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون* قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون* أنتم وآباؤكم الأقدمون* فإنهم عدو لي إلا رب العالمين* الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* وإذا مرضت فهو يشفين* والذي يميتني ثم يحيين* والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين*( الشعراء:69 ـ82).
ولما لم يستمع قومه لنصائحه قرر أن يفهم قومه عجز أصنامهم بتحطيمها, وفي ذلك يقول القرآن الكريم علي لسانه: وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين* فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون* قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين* قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له إبراهيم* قالوا فأتوا به علي أعين الناس لعلهم يشهدون* قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم* قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون* فرجعوا إلي أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون* ثم نكسوا علي رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون* قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم* أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون* قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين* قلنا يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين* ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعاملين
(الأنبياء:57 ـ71).
رحل إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلي فلسطين ومعه زوجه سارة وابن أخيه لوط ـ عليه السلام ـ ومعه زوجه وفي ذلك يقول القرآن الكريم: فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلي ربي إنه هو العزيز الحكيم( العنكبوت:26).
ورزق نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ علي الكبر بولده إسماعيل, ثم أمر الله ـ تعالي ـ نبيه إبراهيم أن يضع كلا من زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل عند مكان البيت الحرام الذي عرفه إياه, وفي ذلك تقول الآيات علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون( إبراهيم:37).
وقال ـ تعالي ـ: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود
(الحج:26).
وبيان القرآن الكريم بتوجيه الله ـ تعالي ـ لنبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلي مكان أول بيت وضع للناس هو من معجزات هذا الكتاب العزيز, لأن هذا البيت كان أول بيت( وضع للناس) في الأرض, وضعته الملائكة في هذه البقعة المباركة; التي حرمها الله ـ تعالي ـ يوم خلق السماوات والأرض استعدادا لمقدم أبينا آدم ـ عليه السلام ـ الذي أهبط به عند هذا البيت الحرام. ويدعم ذلك وصف القرآن الكريم للكعبة المشرفة بوصف( البيت العتيق) كما جاء في الآية(29) من سورة الحج.
ثم تهدم هذا البيت العتيق, وهجره الناس ونسوه إلي أن شاءت إرادة الله ـ تعالي ـ أن يعاد بناؤه, فعرف نبيه إبراهيم مكان البيت, وأمره بوضع زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل عند قواعد البيت ليرفع منه القواعد هو وولده إسماعيل عند بلوغه, ولكي يأتي من نسل إسماعيل خاتم الأنبياء والمرسلين, فيلتقي أول النبوة بأواسطها وختامها, تأكيدا لوحدة رسالة السماء, والأخوة بين الأنبياء.
هذا وقد ثبت علميا ـ كما أسلفنا في أكثر من مقال ـ أن أرض مكة المكرمة هي أقدم بقاع الأرض, وأنها تتوسط اليابسة بالكامل, وأن اليابسة كلها نشأت من هذه البقعة المباركة, وأن خط طول مكة المكرمة هو خط الطول الوحيد الذي يتجه إلي الشمال الحقيقي; كما ثبت أن الأركان الأربعة الأصلية للكعبة المشرفة هي في الاتجاهات الأربعة الأساسية, وأن تفجر بئر زمزم وسط صخور نارية ومتحولة مصمطة, وتدفقها بهذا الماء المبارك لقرابة أربعة آلاف سنة( منذ سنة1824 قبل الميلاد إلي اليوم, وإلي أن يشاء الله) هي من الشهادات الحسية علي كرامة الحرم المكي. ومن تلك الشهادات أيضا ثبات أن الحجر الأسود هو من أحجار السماء كما قرر رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في حديثه الصحيح.
هذا النص القرآني الكريم جاء في نهاية الثلث الأول من سورة الحج, وهي سورة مدنية, وآياتها ثمانية وسبعون(78) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي الأمر الإلهي بالأذان في الناس بالحج, الذي أمر ربنا ـ تبارك وتعالي ـ به نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ فاستجاب لأمر ربه. والأمر لإبراهيم كان لجميع أنبياء الله من بعده حتي تكاملت هذه الشعيرة في حجة الوداع التي أداها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله النبي العربي ـ صلي الله عليه وسلم في آخر سنة من عمره الشريف.. وسورة الحج هي الوحيدة من بين سور القرآن الكريم التي جمعت بين سجدتين من سجدات التلاوة.
ويدور المحور الرئيسي لسورة الحج حول عدد من التشريعات والعقائد الإسلامية, وهذه التكاليف يصحبها الوعد الجازم من الله ـ تعالي ـ بنصرة المجاهدين في سبيله والتمكين لهم في الأرض, مع تأكيد تعاظم قوة الله ـ تعالي ـ بلا حدود, وتناهي قدرات البشر في الضعف, وهزالهم, وهزال شركائهم المزعومين. وتستدل الآيات في هذه السورة المباركة علي ذلك بمصارع الغابرين من كل من الكفار والمشركين, والبغاة الظالمين, وبسنن الله ـ تعالي ـ التي تعاملت معهم ونزلت بهم, وسنن الله القادر لا تتبدل, ولا تتخلف, ولا تتوقف. فويل للطغاة المفسدين في الأرض, والمتجبرين علي الخلق من عقاب رب العالمين!!
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة الحج وما جاء فيها من العبادات المفروضة ومن ركائز العقيدة ومن الإشارات الكونية, ونركز هنا علي الدلالات العلمية والتاريخية للنص الكريم من الآية السادسة والعشرين في هذه السورة المباركة, الذي اتخذناه عنوانا لهذا المقال.
من الدلالات العلمية والتاريخية للنص الكريم
جاء ذكر نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ في القرآن الكريم(69) مرة في(63) آية كريمة, وتؤكد هذه الآيات أن إبراهيم كان من نسل نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ وذلك لقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ عن عبده ونبيه نوح: وإن من شيعته لإبراهيم( الصافات:83).
ومن الثابت أن نوحا ـ عليه السلام ـ وقومه عاشوا في المنطقة التي تشكل اليوم معظم العراق( بلاد الرافدين أو ما بين النهرين دجلة والفرات) وشرقي سوريا, وجنوبي تركيا, وذلك لاكتشاف بقايا سفينة نوح ـ عليه السلام ـ أخيرا علي جبل الجودي الواقع علي الحدود الفاصلة لجنوب تركيا عن كل من العراق وسوريا, ولوجود آثار الطوفان الذي عوقب به الجاحدون من قوم نوح علي هيئة سمك غير قليل من رسوبيات الماء العذب الذي غمر المنطقة بين نهري دجلة والفرات إلي الجبال المحيطة بهما.
وانطلاقا من ذلك; فإن من المنطقي أن يكون نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ قد ولد بأرض العراق, وعاش فيها فترة من عمره المقدر في حدود عامي(2000) ق.م,(1700) ق.م, أي في أوائل عهد الإمبراطورية البابلية القديمة التي حكمت تلك المنطقة في الفترة من(2200 ق.م إلي689 ق.م).
وكانت هذه المنطقة قد شهدت عددا من الحضارات القديمة من مثل حضارة السومريين, وحضارة الأكاديين( البابليين والأشوريين) التي استمرت من(3500) ق.م إلي(539) ق.م, حين استولي الفرس علي بابل وأسقطوا الإمبراطورية البابلية الثانية.
ولا تزال آثار مدينة بابل العاصمة باقية علي الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من مدينة الحلة الراهنة.
والرأي الغالب أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولد وعاش فترة من عمره في مدينة بابل العاصمة لثبوت تحاوره مع النمرود الذي كان ملكا علي تلك البلاد في زمان إبراهيم ـ عليه السلام ـ, وإن أشار كتاب العهد القديم إلي أنه ولد في مدينة أور المعروفة اليوم باسم تل المقير إلي الغرب من نهر الفرات في مقابلة مدينة الناصرة.
وكان البابليون قد تبنوا وثنيات الحضارة السومرية حتي وصل عدد الأوثان التي عبدوها إلي عدة آلاف, كما عبدوا الشمس والقمر, والنجوم والطقس, والمحاصيل, والأنهار, والأرض!! وكانوا يعتقدون أن ملوكهم يحكمون في الأرض كممثلين لمعبوداتهم في السماء, ثم عبدوا ملوكهم بعد ذلك, واختلطت الديانة عندهم بالتنجيم والسحر. فبعث الله ـ تعالي ـ إليهم نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ يدعوهم إلي عبادة الله الواحد القهار, وإلي نبذ عباداتهم الشركية وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالي: واتل عليهم نبأ إبراهيم* إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون* قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين* قال هل يسمعونكم إذ تدعون* أو ينفعونكم أو يضرون*قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون* قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون* أنتم وآباؤكم الأقدمون* فإنهم عدو لي إلا رب العالمين* الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* وإذا مرضت فهو يشفين* والذي يميتني ثم يحيين* والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين*( الشعراء:69 ـ82).
ولما لم يستمع قومه لنصائحه قرر أن يفهم قومه عجز أصنامهم بتحطيمها, وفي ذلك يقول القرآن الكريم علي لسانه: وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين* فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون* قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين* قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له إبراهيم* قالوا فأتوا به علي أعين الناس لعلهم يشهدون* قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم* قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون* فرجعوا إلي أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون* ثم نكسوا علي رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون* قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم* أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون* قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين* قلنا يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين* ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعاملين
(الأنبياء:57 ـ71).
رحل إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلي فلسطين ومعه زوجه سارة وابن أخيه لوط ـ عليه السلام ـ ومعه زوجه وفي ذلك يقول القرآن الكريم: فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلي ربي إنه هو العزيز الحكيم( العنكبوت:26).
ورزق نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ علي الكبر بولده إسماعيل, ثم أمر الله ـ تعالي ـ نبيه إبراهيم أن يضع كلا من زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل عند مكان البيت الحرام الذي عرفه إياه, وفي ذلك تقول الآيات علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون( إبراهيم:37).
وقال ـ تعالي ـ: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود
(الحج:26).
وبيان القرآن الكريم بتوجيه الله ـ تعالي ـ لنبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلي مكان أول بيت وضع للناس هو من معجزات هذا الكتاب العزيز, لأن هذا البيت كان أول بيت( وضع للناس) في الأرض, وضعته الملائكة في هذه البقعة المباركة; التي حرمها الله ـ تعالي ـ يوم خلق السماوات والأرض استعدادا لمقدم أبينا آدم ـ عليه السلام ـ الذي أهبط به عند هذا البيت الحرام. ويدعم ذلك وصف القرآن الكريم للكعبة المشرفة بوصف( البيت العتيق) كما جاء في الآية(29) من سورة الحج.
ثم تهدم هذا البيت العتيق, وهجره الناس ونسوه إلي أن شاءت إرادة الله ـ تعالي ـ أن يعاد بناؤه, فعرف نبيه إبراهيم مكان البيت, وأمره بوضع زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل عند قواعد البيت ليرفع منه القواعد هو وولده إسماعيل عند بلوغه, ولكي يأتي من نسل إسماعيل خاتم الأنبياء والمرسلين, فيلتقي أول النبوة بأواسطها وختامها, تأكيدا لوحدة رسالة السماء, والأخوة بين الأنبياء.
هذا وقد ثبت علميا ـ كما أسلفنا في أكثر من مقال ـ أن أرض مكة المكرمة هي أقدم بقاع الأرض, وأنها تتوسط اليابسة بالكامل, وأن اليابسة كلها نشأت من هذه البقعة المباركة, وأن خط طول مكة المكرمة هو خط الطول الوحيد الذي يتجه إلي الشمال الحقيقي; كما ثبت أن الأركان الأربعة الأصلية للكعبة المشرفة هي في الاتجاهات الأربعة الأساسية, وأن تفجر بئر زمزم وسط صخور نارية ومتحولة مصمطة, وتدفقها بهذا الماء المبارك لقرابة أربعة آلاف سنة( منذ سنة1824 قبل الميلاد إلي اليوم, وإلي أن يشاء الله) هي من الشهادات الحسية علي كرامة الحرم المكي. ومن تلك الشهادات أيضا ثبات أن الحجر الأسود هو من أحجار السماء كما قرر رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في حديثه الصحيح.
MOHAMED- عضو
- ذكر عدد المساهمات : 31
تاريخ الميلاد : 28/01/1990
تاريخ التسجيل : 30/07/2009
العمر : 34
الهوايات : الانترنت
koke- عضو
- ذكر عدد المساهمات : 137
تاريخ الميلاد : 07/01/1990
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
العمر : 34
الموقع : www.gamezer.com
الهوايات : كرة القدم-الانترنت-السباحه
المزاج : رااايق
koke- عضو
- ذكر عدد المساهمات : 137
تاريخ الميلاد : 07/01/1990
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
العمر : 34
الموقع : www.gamezer.com
الهوايات : كرة القدم-الانترنت-السباحه
المزاج : رااايق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى